مدن مهجورة حول العالم

بينما تعاني كثير من مدن العالم من الكثافة السكانية، نجد على الجانب الآخر مدن مهجورة أطلق عليها بلاد الأشباح. وعلى الرغم من أنها مهجورة من السكان، والحياة فيها تكاد تكون معدومة إلا أن الأمر لا يخلو من اهتمام السياح، ومحبي الآثار إلى زيارة هذه المدن والتعرف عليها.
جزيرة هشيما – اليابان
تقع جزيرة هشيما المهجورة على قبالة ساحل ناغازاكي في اليابان، وكانت تعتبر واحدة من أكثر الجزر كثافة بالسكان. وعاش على هذه الجزيرة أكثر من ٥ آلاف شخص، من العاملين في مناجم الفحم تحت البحر. وتحولت الجزيرة، إلى مدينة مليئة بالمباني الخرسانية الضخمة.وفيها حدائق ومسارح ومتاجر.
حتى عام 1974 عندما أصبح النفط بديلًا مفضلّا للطاقة في العالم، وبذلك أغلق المنجم وبسبب انتهاء الوظائف بها، هجرها السكان. وعلى الرغم من أنه استؤنف السفر إلى الجزيرة عام 2009، إلا أن جزءًا صغير منها مفتوح للجمهور. وتتميز الجزيرة بهندستها المعمارية الرائعة، وأدرجتها منظمة اليونسكو ضمن مواقع التراث العالمي الفريد.
مدينة بريبيات ـ أوكرانيا
في عام 1970 تأسست مدينة بريبيات الأوكرانية، واعتبرت “المدينة النووية” حيث بنيت لإيواء العمال في محطة قريبة للطاقة النووية. وبلغ عدد سكان المدينة نحو 50 ألف شخص، وكان بها أكثر من 13 ألف شقة سكنية، ومدارس ومتاجر ومقاهي والعديد من المصانع ومستشفى. ولكن تسببت حادثة انفجار مفاعل “تشرنوبل” للطاقة النووية التي وقعت عام 1986 بتدمير المدينة، وأطلقت إشعاعات سامة في المنطقة مما أدى إلى إخلائها بالكامل وأصبحت من المدن المهجورة ونقل السكان إلى مدينة أخرى جديدة.
مدينة كراكو ـ إيطاليا
تقع مدينة كراكو جنوب إيطاليا في إقليم بازيليكاتا، ويعود تاريخ تأسيس المدينة إلى القرن الثامن. وشهدت العديد من الصراعات بالإضافة إلى الكوارث الطبيعية. وفي عام 1963 أجلي العديد من سكانها بعد حدوث انهيار أرضي. وتوالت الكوارث، ففي عام 1972 ضربت الفيضانات كراكو فأصبح البقاء فيها يشكل خطرًا على الحياة. وازداد عدد السكان المغادرين للمدينة، حتى عام 1980 عندما هز المدينة زلزال أجبر فيه جميع أهل المدينة على إخلائها، وترك المدينة مهجورة.
أوردوس كانجباشي ـ الصين – مدن مهجورة
تعتبر أوردوس كانجباشي أكبر مدينة شبه مهجورة في العالم. وقد صممت هذه المدينة لتكون عصرية ومتميزة بطرازها المعماري، وملاعبها الكبيرة، ومساحاتها العامة الضخمة. واستطاعت تحقيق الامر في أقل من 10 أعوام، إلا انها لم تحقق نجاحًا في جذب السكان إليها. حيث بنيت لتستوعب 300 ألف نسمة، ولكن يسكنها فقط 70 ألفا، وجزء كبير منهم هجروها. وتوقفت المدينة عن البناء وأفلست تماما، وأصبحت أغلب مبانيها مهجورة وتحولت إلى مدينة أشباح إلى حد كبير.
كولمانسكوب ـ ناميبيا
تأسست هذه المدينة في أواخر القرن التاسع عشر، وازدهرت كولمانسكوب بفضل اكتشاف الألماس، حيث قدم عمال مناجم ألمان إلى المنطقة للتنقيب عن الألماس. ما جعل المدينة تزدهر حتى وصلت ذروتها عام 1920، وبعدها بدأ تدهور المدينة بعد فترة من بدء الحرب العالمية الأولى. وفي عام 1928 تم اكتشاف منطقة طول الساحل غنية بالألماس، ما أدى إلى تراجع نشاط المدينة بشكل ملحوظ. وسارع أغلب سكان كولمانسكوب إلى الوجهة الجديدة. وتركوا ورائهم المدينة خالية. واليوم تعد مدينة أشباح مهجورة بعد أن غزتها رمال صحراء ناميب.
كينيكوت ـ ألاسكا – مدن مهجورة
اشتهرت ولاية ألاسكا بإنتاج النحاس الذي تم تصديره للعالم بملايين الدولارات بين عامي 1911 و1938. ولكن بعد نفاذ مخزون النحاس منها، لم يصبح لدى هذه المدينة النائية إلا القليل لتقدمه. وبدأ السكان بمغادرتها بأعداد كبيرة. ومع حلول عام 1950 أصبحت مدينة مهجورة بالكامل.
بقلم: زويا إبراهيم
صحفية ومدونة